الجمعة، 8 نوفمبر 2013

حوار مع الشخصية الاعلامية الفلسطينية الكاتب والباحث أحمد القاسم حاورته الاديبة التونسية زينب جويلي



1-أ. أحمد محمود القاسم: كيف تعرف نفسك للقارئ العربي؟
أحمد محمود القاسم كاتب وباحث، فلسطيني الجنسية، من مواليد العام 1947م في مدينة ألقدس، وعاش جل طفولته بها، ودرس في مدارسها كافة المراحل الدراسية الأولى، وهو خريج جامعة عين شمس/قسم العلوم الزراعية بالعام 1971م بالرغم من أن أعماله كلها اتصفت بالطابع الإعلامي المحض، والكتابة وتأليف الكتب وكتابة المقالات بكافة ألوانها وأنواعها، تنقل ما بين، العواصم العربية كثيراً، كالقاهرة وبيروت ودمشق واليمن وبغداد والكويت، وعمان، إلى أن استقر فيه المقام أخيراً، في مدينة  القدس المحتلة من الضفة الغربية المحتلة. ومعروف عني توجههي السياسي اليساري المنفتح، وأفكاري الليبرالية والتحررية، ووقوفي ضد الفكر التكفيري والإرهابي المتحجر والمتزمت والمتخلف، والذي يحارب المرأة وحريتها الشخصية ويعمل على وأد أفكارها، وكان لهذا الأمر، أثر كبير على مسيرتي وتنقلي، وتشردي، ما بين العواصم العربية، والذي غالبا ما كان السبب الرئيسي في ترحيلي من عاصمة إلى أخرى.
أنا الأمين العام المساعد لمبادرة المثقفين العرب، وهو عضو منتدى اتحاد الكتاب العرب، وعضو اتحاد القصة العربية، وعضو موقع ومنتدى القصة العربية، وعضو اتحاد كتاب وأدباء فلسطين، وعضو منتدى الحوار المتمدن، وعضو منتديات مكتوب. وعضو في عشرات الجروبات والملتقيات العربية على صفحات التواصل الاجتماعي.
لدي العديد من الأعمال الأدبية والسياسية ولاجتماعية، فاقتْ المئات من الأبحاث والدراسات والكتب والمقالات المتنوعة، وهي في معظمها منشورة على الشبكة العنكبوتية، فلدي عشرة من الكتب التاريخية والسياسية، ومئات المقالات والدراسات والقصص الاجتماعية، وخاصة فيما يتعلق بالمرآة، وفد نلت درع وجائزة أفضل كتاب تثقيفي عن القدس في مهرجان زهرة القدس، الذي عقد في العام 2012م، بعنوان (الف سؤال وجواب عن مدينة بيت المقدس) وهناك دراسات علمية تتعلق بالمرأة والجنس والخيانة الزوجية وغيرها من القضايا الاجتماعية، إضافة لدراسات أخرى عنيت بالأساس، بالقضية الفلسطينية والكفاح ألفلسطيني ضد ألاحتلال ألصهيوني، كما لدي مشروع منذ فترة طويلة، يهدف من خلاله الالتقاء والحوار مع سيدات عربيات من المحيط إلى الخليج، ومعظمهن ناشطات سياسيات او أديبات وشاعرات وخلافه، بهدف تسليط الضوء عليهن وإظهار إبداعاتهن وإشهارهن.

لي أخاً شهيداً، وهو الشهيد القائد عمر القاسم، وقد الفت كتاباً خاصاُ عنه، عُنيَت فيه بأفكاره النضالية الخلاقة والإبداعية، ومسيرته النضالية في ألسجن، خلال واحد وعشرين عاما من الاعتقال والتعذيب الصهيوني، الذي عرف عنه بصموده الرائع، في سجون الاحتلال ألصهيوني، حتى لقب بعميد الأسرى، ومانديلا فلسطين، ويكاد يكون الأكثر ثقافة ووعياً بين المعتقلين الفلسطينيين المناضلين، في سجون الاحتلال الصهيوني، وعُرف عنه بتنسيق الجهود ألاحتجاجيه، وحُسن ألإدارة والتنظيم والقيادة، وهو خريج من جامعة دمشق/قسم الأدب الإنكليزي، الى أن توفي جراء التعذيب في السجون الإسرائيلية في العام 1989م.
بجانب نضالي ألسياسي، فلي توجها لافتاً، في دعم مسيرة المرأة العربية، فأنا نصير المرأة العربية ظالمة كانت أم مظلومة، وأومن بأن وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل ظالم أو غير متفهم. وقد أطلق علي البعض من السيدات العربيات لقب (قاسم أمين القرن الواحد والعشرون)،.

2-من ابرز اهتماماتك دراسة أدب المرأة العربية، وسعيك الدائم إلى تسليط الضوء عليها كإنسانة مبدعة: هلا حدثتنا عن خفايا هذا البحث ؟
حقيقة، كنت أتلم كثيراً لوضع المرأة العربية بشكل عام، وظلم بعض الرجال لها، وهي تُعاني من ضعفها وقلة حيلتها، وزوجها أحيانا لا يسأل عنها، ويخونها مع أرخص النساء، وقد يكون يملك زوجة، بمستوى ملكة جمال العالم. لقد أحْببتُ والدتي جدا، وتعلقت بها، ومنذ طفولتي، لاحظت أهمية حجم دور المرأة في المجتمع الفلسطيني، وهي الأم المربية والمكافحة والصابرة أبدا.
المرأة العربية مضطهدة ومظلومة منذ مئات السنين، منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا هذا، والرجل هو وراء ظلم واستعباد وطمس وجود المرأة العربية، فهو خلق منها عبدة له، وكبلَّها برابط الزوجية المستبد، وهو السيد لها وهي المسودة، لهذا فانا أطالب الرجل العربي بتقديم الاعتذار يومياً للمرأة العربية، عما سببه لها من إيذاء، وطمس لشخصيتها وكيانها ووجودها وتجهيلها واستغلالها، لمصلحته بدون مقابل، سوى أنه يقدم لقمة العيش لها. لذلك أحاول جاهداً تسليط الضوء على المرأة العربية وعظمتها وكيانها ووجودها وإبداعاتها وفكرها وثقافتها وكل ما تتمتع به من أفكار إبداعية وخلاقة، فالمرأة ليست جسد فقط، لمتعة الرجل، المرأة فكر ومضمون وجوهر إنساني خلاق ومبدع،  وعظيم ونيِّر.
أنا كل أفكاري منشورة على الشبكة العنكبوتية وبصراحة، من مقالات وأفكار سياسية وقصص قصيرة أدبية ومقالات تاريخية ودراسات وخلافه، وعبَّرتْ عن كل أفكاري بكل المواضيع الاجتماعية، كتبت حوالي خمسين قصة قصيرة، لسيدات عربيات من المحيط الى ألخليج، كلهن عانين من ظلم  أزواجهن، إحداهن أستاذة جامعية من المغرب العربي، وبعد ستة أشهر من حواري معها، وملاحظاتي لها، قالت لي بالحرف ألواحد:(أنا كنت حيوانه، وأنت جعلتْ مني إنسانة الآن، فلم أكن أعرف بماذا أتصرف)؟؟؟؟

3-عادة ما تكون المرأة المديرة بالبيت تشرف على ترتيب كل شتات وإعادة التوازن للأسرة، اثر كل اختلال: هل تنطبق برأيك نظرية أهمية وجود المرأة من عدمه وأهمية أدائها على العالم العربي اليوم ومختلف الموازين المختلة؟
المرأة العربية لها وجود خلاق وإبداعي ومتميز ومتألق في كافة مناحي الحياة، لو أعطيت لها الفرصة بالتعبير عن طاقاتها الهائلة في شتى المجالات، وليس فقط في مجال الأسرة، ولكن الثقافة الذكورية المستبدة، والتي يتزعمها الرجل العربي، هي سيف مسلط على المرأة دائما، من اجل قمعها وإرهابها وتدمير وجودها وشخصيتها عند أول محاولة لها لنيل حريتها واستقلالها وتحقيق ذاتها وشخصيتها، لهذا أرى أن تعطى المرأة سلطة أكثر من الرجل في شتى الميادين والساحات، وان نبعد عنها هم الأمومة والطفولة، الذي يحاول الرجل فرضه على المرأة كي يحول دون تقدمها وتعميق وجودها وثقافتها, بان نعمل لها البدائل لهذا الهم الأنثوي من خلال تأمين الحضانات لبنائها بكل مكان وفي كل وقت وبأرخص السعار كي تتغلب على مشكلة رعاية أطفالها  وعدم تشردهم من ظلم الرجل، ولكن مع الأسف المرأة العربية بشكل عام مهمشة ودورها سلبه منها الرجل بالقوة وبالاستبداد وبالقوانين الظالمة التي ينشرها ويوافق عليها بعيدا عنها.

4-العالم العربي اليوم يعيش أزمة أمن، أزمة استقرار... فلنقل أزمة شاملة: ما سبب ذلك برأيك؟ هل للمثقف دور في ذلك؟
الأزمة التي يعيشها المواطن العربي تعود أساساً لاستبداد أنظمة الحكم العربية بكافة أشكالها، سواء الملكية او الجمهورية، وهي في معظمها أنظمة دكتاتورية، لا تحترم رأي المواطن، ولا يهمها معرفة رأيه،  لذلك المواطن لا دور له، ولا رأي له، فهو مصيَّراً، وليس مخيَّراً، ولا يغار على مصلحة شعبه ووطنه او نظام الحكم السائد لديه، ولو حاول التعبير عن رأيه، وكان مناقضاً لطبيعة النظام الذي يعيش فيه، فمصيره الاعتقال او القتل. ولا توجد قوة تحميه، او تحمي عائلته، لذلك قامت حركات شعبية غاضبة، بعد أن طفح بها الكيل،  تعبر عن وجودها وكيانها واحتياجاتها وتريد أن ترسم طريقها بشكل او بآخر، بطريقة غير منظمة غالبا، وتمكنت بحركة عفوية من إسقاط قيادات مستبدة حاكمة، وكان على القوى القيادية المثقفة أن تلعب دور الموجه والقائد والمفكر لها، لكن مع الأسف، حتى القوى المثقفة والرائدة، لم تظهر، ولم تكتسب ود الجماهير الثائرة. فالساحة تبحث عن قائد ملهم، إذا تحدث كان له الجميع سمعاً وطاعة، ولكنه غير موجود الآن في كافة الساحات.
حتى يكون لدينا مجتمع راقي ومتقدم ومحترم، يجب أن نطبق الديموقراطية بمعناها الصحيح، وأن  نمنح الحرية للجميع، ونحترم الرأي والرأي الآخر وان نؤمن بالتعددية السياسية وحرية الأديان وحرية الفكر، وتشجيع الإبداع، وتعميق الثقافات والانفتاح الاجتماعي، وإعطاء المرأة دورها ومطلق الحرية لها.

5- العالم العربي كما سبق وقلنا يعيش أزمة ثقافة هل يمكن لنا من خلال ما نعيشه اليوم أن نصنف المثقف إلى صنفين صنف فضل الصمت وصنف باع رسالته وانخرط في منظومة خفية الإبعاد؟  كيف ذلك؟
المثقف موجود، ولكنه في حقيقته جبان، لم يقم بالتعبير عن رأيه وفكره بحرية وشجاعة، خوفاً من القمع والاعتقال والتعذيب والحرمان والفقر، فمنهم فئة، استكانت وسكتتْ خوفاً من القمع والاعتقال وخلافه، وتأقلمتْ مع الأنظمة الفاسدة، وبدأت تروج لها وتدافع عنها، لعلَّها تكسب بعض الفتات من موائد السلطة، والبعض الآخر، هاجر  هروباً من واقعه القاسي، الذي لا يستطيع تحمله، وبدأ بالنعيق والزعيق بعيداً عن أرضه وشعبه، وضد سلطة بلده الحاكمة، وهناك مجموعة أخرى من المثقفين، وضعت في إحدى إذنيها طيناً، وفي الأذن الأخرى عجيناً، فهي كأنها غير موجودة ولا يعنيها ما يحدث من حولها، وقد تفكر فقط بلقمة عيشها.

6-المثقف العربي اليوم بصفة خاصة والمواطن بصفة عامة يعيش حيرة سببها السؤال التقليدي الذي يغوص بنا في مبحث الوجودية: من أنا؟ لماذا أحيا؟ وما الغاية من وجودي؟ ألا ترى أن الكثيرون باتوا يطرحون هذا السؤال من خلال العجز والإحباط الذي استبد بالواقع؟
هذا السؤال طرحه المثقف والمفكر على نفسه، هروباً من التفكير بواقعه المأساوي، ولعل وعسى يفكر ويخرج بشيء مفيد له، او لغيره، كي لا يصطدم بالنظام الحاكم، ولكنه وجد نفسه أمام نتائج صعبة، تتناقض مع الدين، ومن هم يدعون بأنفسهم حماة ومدافعين عن الدين، فتم اتهام المثقف بالكفر والإلحاد والزندقة من قبل النظام الحاكم، ولهذا تمت محاربته من قبل النظام الحاكم لأنه لم يقف إلى جانبه، فاتخذ النظام الحاكم من كفيره سيفاً مسلطاً لمحاربته، كما تم محاربته من قبل الجماعات التكفيرية والإرهابية الإسلامية، على خلفية الإلحاد والكفر، وعدم إيمانه بالتفكير الميتافيزيقي والعدمية، ومن هنا ظهر الصراع بين المثقفين بكافة فئاتهم وطبيعتهم الليبرالية والعلمانية، وبين الجماعات التكفيرية الإسلامية والإرهابية وجماعة القاعدة. الجماعات المثقفة وجدت أن الدين ما هو إلا سياط مسلطة عليهم لإرهابهم فكرياً والحد من ثقافاتهم وتطورهم، فبات المثقف مضطهد من قبل الأنظمة الحاكمة وتارة أخرى من قبل الجماعات التكفيرية، وكانت الأنظمة الحاكمة تستغل الجماعات المثقفة ضد الجماعات التكفيرية الإسلامية، عندما كانت تشعر بالخطر الذي يهددها من قبل الجماعات الإسلامية التكفيرية، فكان من مصلحة المثقفين من علمانيين وليبراليين وخلافهم الوقوف إلى جانب أنظمة الحكم ضد الإسلاميين التكفيريين والإرهابيين كالقاعدة، وإذا ما تراجعت مواقف التكفيريين ابتعد المثقفون قليلاً عن أنظمة الحكم، ومنهم من بقي بوقا إعلاميا للنظام الحاكم وضد الفئات التكفيرية الإرهابية.

7-عزوف الشباب اليوم عن المطالعة وضعف إقبالهم عن مختلف الأنشطة الفكرية، ما هي أسبابه حسب رأيك؟
هناك أسباب عديدة لابتعاد المواطن العربي بشكل عام، عن المطالعة والقراءة، من أهمها اتجاهه للبحث عن لقمة العيش التي يعاني كثيراً كي يحصل عليها، فالثقافة لا تغني ولا تسمن من جوع، وكما يقولون: (لا تطعم العيش)، والسبب الآخر عدم وجود حرية التعبير، فالمواطن إن أراد أن يقرأ وينتقد ويعبر عن رأيه، فغالباً ما سيصطدم بثقافة فكرية ودينية في المجتمع، هو أصلا غير مقتنع بها، إلا خوفا وإرهابا وتكفيراً، لهذا يفضل أن يكون أميا وجاهلاً ولا يطالع الأفكار المبتكرة والحديثة والتي تتناقض مع فكر المجتمع المتخلف والجامد الغير متطور، كي لا يتهم بالكفر والإلحاد والعلمانية. كما أن المثقف من أكثر فئات الشعب فقراً مقارنة مع فئات الشعب الأخرى الفاسدة، ولا اعتبار ولا قيمة له عند الجهات المتنفذة والمسئولة. وكما يقولون الفلوس هي من تتكلم.

8-هل يمكن أن نسلط الضوء على تلك العلاقة الرابطة بين اللامبالاة بالجانب الفكري والثقافي من جهة وتراجع الاهتمام بجانب البحث العلمي من جهة أخرى في المجتمعات العربية؟
المشكلة تكمن في البحث العلمي بوجود ميزانيات لدعم عملية البحث العلمي، خاصة في الجامعات العربية، إضافة لمراكز البحوث العلمية، البحث العلمي أحيانا يتطلب شراء أجهزة معقدة علميا وغالية الثمن، من الصعب الاستحواذ عليها وشراؤها إذا لم تعتمد لها مبالغ مالية كبيرة، فعدم توفر أي جهاز يعطل عمليات البحث العلمي، على الجامعات العربية اعتماد ميزانيات مجزية من اجل البحث العلمي وشراء الأجهزة العلمية المختلفة، ويجب ان يكون هناك تنسيق عربي بين الجامعات ومراكز البحوث العربية من اجل دعم وتضافر الجهود الموحدة للظفر بنجاحات عربية واعدة ومعبرة، ويجب تداول المجلات العلمية المتخصصة بالبحوث العلمية بين كافة الجامعات ومراكز البحوث ومتابعة تطور وتقدم بحوث كل الجامعات العربية على قدم وساق حتى يكون هناك إلمام ومتابعة وعدم ازدواجية في البحوث. اللا مبالاة بالجانب الثقافي والفكري كما ذكرنا سابقا يعود إلى عدم توفر حرية الفكر  وحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر وعدم اهتمام السلطات الحاكمة بتنشيط الثقافة والمثقفين ودعمهم لقلة في المال المبذول في هذا الاتجاه او لعدم رغبة السلطة الحاكمة لدعم الثقافة والنشر ودور النشر والكتاب والمثقفين والأدباء والشعراء وغيرهم.

9-العالم العربي اليوم كتلة مستهلكة عن جدارة: ما رأيك في هذا؟ ثم كيف تفسر ذلك؟
مع الأسف الشديد أن شعوبنا العربية هي عبء على الاقتصاد العالمي، فهي شعوب مستهلكة وليست منتجة خاصة دول الخليج العربية التي حباها الله الكثير من المال نتيجة وجود النفط في أراضيها بكميات غير مسبوقة، وتنتجه لها شركات أجنبية بكميات خيالية وتحصل منها على الأموال الطائلة التي لا تعترف كيف تستغلها وطنيا او قوميا، إلا بالصرف والبذخ على شعوبها فأصبح المواطن لديها يتقاضى اعلي الرواتب في العالم دون أن يبذل أي مجهود يذكر، حقيقة هذه أموال النفط هي أموال عربية وليست خليجية فحسب، لذلك أموال النفط يجب أن تكون ثروة قومية عربية تستغل من اجل الإنتاج والتصنيع من اجل الأمة العربية قاطبة وليس من اجل بضعة ملايين من دول الخليج، لا يوجد لدينا تكامل اقتصادي مطلقا، هناك دول عربية لديها طاقات علمية وفنية هائلة كمصر مثلاً، وهناك دول عربية لديها وفرة من الأراضي والمياه مثل دولة السودان، فلو تجمعت الأموال مع الطاقات العلمية العربية مع الأرض والمياه لأمكننا هذا من خلق إنتاج وفير في كافة المجالات، ولأمكننا خلق تنمية زراعية واقتصادية  متطورة، لكن دول النفط تنعم بثروتها لوحدها، وتبدد الأموال في حروب وشراء السلاح، هي ليست بحاجة له، لطبيعة القيادة الحاكمة المتخلفة والعنصرية والتي لا ترى مستقبل لأبناء شعبتها او لأمتها العربية بل تنظر لقبيلتها فقط، من هنا انعدم الإنتاج الحقيقي وأصبح هناك تشجيع للاستيراد والاستهلاك، وهذا طبعا يجعل من الشعوب العربية شعوب مستهلة وليست شعوب منتجة فهي عبء حقا على الاقتصاد العالمي.
10-في جولة عبر مختلف أعمالك واهتماماتك ماذا يريد أ.أحمد محمود القاسم أن يقدم لنا؟
لدي أهداف كثيرة من أعمالي، فانا شخصية سياسية في المقام الأول، ولدي قضية وطنية وقومية هي القضية الفلسطينية، ووعيت عليها منذ نعومة أظافري وبدأت ابحث فيها وعن أسبابها ومدى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وقمت بكتابة عشرات وبل مئات المقالات عن القضية الفلسطينية وعن العدو الصهيوني المجرم تاريخياً وسياسياً، وكنت أركز في كتاباتي ومقالاتي عن مواقف الضعف التي عانى منها الإنسان الفلسطيني وأسبابها وعن دور الحكام العرب السلبي اتجاه قضية وطنية وقومية هامة جدا، وكنت ابحث بالحلول المناسبة التي يمكنها أن تحمي شعبي من الإجرام الصهيوني النازي، وابحث عن السبل والوسائل التي تعيد شعبي إلى أرضه ووطنه وتعيد له حقوقه من كافة الوسائل، وكان هناك دور مهم وهو التوعية العربية والفلسطينية في هذا المجال من اجل كسب التأييد والدعم للقضية الفلسطينية على كافة الصعد، عربيا ودوليا وجماهيريا، العدو الصهيوني كان ومازال يحاول جاهدا إخفاء القضية الفلسطينية من الوجود وإخفاء شيء اسمه قضية فلسطينية وشعب فلسطيني، كنت أرى أن دوري هو التوعية في هذا المجال من خلال كتاباتي المتعددة والمتنوعة مع نشاطات أخرى حزبية وطنية في مجالات عدة.
 ولدي نشاطات أخرى في مجال المرأة العربية والدفاع عن حقوقها وحريتها الشخصية وكرامتها، ضد النظم والقوانين المتخلفة والعادات والتقاليد البالية وقد تحدثت عن هذا كثيرا، إضافة إلى حواراتي اليومية مع سيدات عربيات بهدف تسليط الضوء عليهن وإشهارهن وقد سبق أن تحدثت بهذا المجال..
لدي نشاطات خاصة أدبية في مجال كتابة القصة القصيرة  فلدي أكثر من خمسين قصة قصيرة وفي معظمها قصص واقعية تم كتاباتها من خلال لقاءات مع سيدات عربيات من مختلف الدول العربية، وهي في مجملها تعبر عن واقع المرأة العربية المزري الذي سببه ويسببه الرجل للمرأة العربية. كذلك قمت بقراءة العشرات من القصص لسيدات عربيات من مختلف الدول العربية  وإلقاء الضوء عليها ونقدها وتحليلها. ولدي عشرة كتب متنوعة منها السياسي ومنها التاريخي.

11-ما الرسالة التي يريد أ.أحمد محمود القاسم أن يبلغها ولمن من خلال الحوارات؟
الهدف من حواراتي جميعها التي أجريها باستمرار مع سيدات عربيات من المحيط الى الخليج هو تسليط الضوء على المرأة العربية من المحيط الى الخليج، بهدف شحذ هممهن، وإظهار، رقيْهن ومدى تقدم المرأة العربية، وفكرها، وقيمها، ومبادئها، واحترامها للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه،

12-هل تعتبر أن الفوضى المفتعلة في كل إرجاء العالم العربي هي شكل من أشكالها سعي لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية ؟
ما حدث ويحدث في العالم العربي من أحداث سياسية على مستوى بعض الدول عدا ما يحدث في سوريا هي إحداث ثورية كانت لتغيير أنظمة الحكم العربية بأنظمة شعبية ترضى عنها الجماهير ولكن لغياب القيادة الثورية الواعية التي ترضى عنها الجماهير بحق وحقيقة قامت فوضى عارمة وتمكنت من خلالها بعض القوة التكفيرية من الوصول إلى الحكم بأساليب مختلفة كما حدث في تونس وليبيا ومصر. ما يحدث في سوريا هي مؤامرة عربية إسرائيلية لتدمير سوريا عسكريا واقتصاديا لمصلحة إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية، ولكن هذه المؤامرة لم تنجح لصمود الشعب السوري العظيم، ووقوف بعض الدول العظمى إلى جانب سوريا كروسيا والصين وطبعا وقوف إيران وحزب الله. انتصار الرئيس بشار على الإرهابيين الإسلاميين وعصابات القاعدة وجماعة النصرة الإجرامية هو انتصار على التحالف المجرم السعودي الصهيوني الأمريكي الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. الولايات المتحدة تمكنت بالتنسيق مع السعودية وإسرائيل لتحويل الصراع العربي-الصهيوني إلى صراع سني وشيعي، وانضمت إسرائيل إلى جانب السنة ضد حزب الله وإيران كل هذا بأموال سعودية وخليجية. حقيقة كل ما يحدث هو من اجل إلغاء القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من الوجود وهيمنة الصهيونية على مقدرات الأمة العربية خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حسم الوضع في سوريا هو من سيحدد خريطة الشرق الأوسط بشكل واضح ولننتظر الأشهر القادمة ولكل حادث حديث.